Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Ansari_shaker

11 juillet 2011

المهاجرون والأنصار

 

الثناء على صُـنُوفٍ معينة من الصحابة رضي الله عنهم .

الخطبة الأولى :

أما بعد؛ فقد سبق الحديث عن فضل الصحابة رضي الله عنهم، والحديث اليوم عن فضل أصناف منهم ، فمن ذلك :

1/ المهاجرون والأنصار .

لقد امتلأ القرآن بمدحهم، قال الله تعالى : }لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النبي وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءوفٌ رَّحِيمٌ{ [التوبة:117].

وقال :}لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ [الحشر 8-9] .

وتأمل معي هذا الحديث للتعرف على فضل المهاجرين، عَنْ جَابِرٍ tأَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ أَتَى النَّبِيَّ eفَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ ؟ فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ e ؛ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلْأَنْصَارِ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ eإِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَمَرِضَ فَجَزِعَ ، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ، فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ ؟ فَقَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ e . فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ؟ قَالَ: قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ. فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ e،  فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :«اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ»([1]) . وأما الأحاديث التي تبين أنّ من علامات الإيمان حب الأنصار، ومن علامات النفاق بغضهم، فسيأتي ذكرها إن شاء الله في الكلام عن حقِّ الصحابة علينا .

2/ السابقون الأولون .

قال تعالى:}وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{[التوبة:100].

واختلف العلماء فيهم على ستة أقوال ، والذي رجحه المحققون كابن تيمية رحمه الله أنهم من أنفق من قبل الفتح وقاتل . قال شيخ الإسلام :" ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أن السابقين في قوله تعالى: }وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ{هم هؤلاء الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة" ([2]) .

3/ أهل بدر .

زكى الله إيمانهم وبيَّن صدقهم فقال :}وَلِيُبْلِىَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا{[الأنفال:17]، وقال: }إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ ...{  [آل عمران:123]، وقوله تعالى للملائكة : }فَثَبّتُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ{ [الأنفال:12].

وبين لنا ربنا أنهم خرجوا للقتال في سبيل الله فقال : }قَدْ كَانَ لَكُمْ ءايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مّثْلَيْهِمْ رَأْىَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِى ذالِكَ لَعِبْرَةً لأوْلِى الأبْصَارِ{[آل عمران:13].

ولما أرسل حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بمقدم النبي e قال له e :«يَا حَاطِبُ مَا هَذَا»؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ، عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :«لَقَدْ صَدَقَكُمْ».  قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. قَالَ :«إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ» ([3]) .

وعَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ -وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ - قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ eفَقَالَ:مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ ؟ قَالَ :«مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ» -أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا -قَالَ :وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ([4]).

وجاءت أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ إلى النَّبِيَّ eفَقَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟- وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ ([5])- فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ. قَالَ :«يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى» ([6]) .

قال ابن كثير رحمه الله : "وفي هذا تنبيه عظيم على فضل أهل بدر؛ فإنَّ هذا لم يكن في ساحة القتال ولا في حومة الوغى بل كان من النظارة من بعيد، وإنما أصابه سهم غرب وهو يشرب من الحوض ومع هذا أصاب بهذا الموقف الفردوسَ" ([7]) .

النَّظارة من يخرج مع الجيش لغير القتال، هذا حاله، فما بالك بمن قاتل مع النبي e ؟!!

وعن عمر بن الْخَطَّابِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ eإِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ eالْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ :«اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ». فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ.  فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: }إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ{([8]) .

إن هلكوا لا يُعبد الله في الأرض!! فهم قوم حفظ الله بهم دينه .

4/ أهل أحد .

شهد الله بصدق إيمانهم فقال تعالى :}وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوّىء الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{ [آل عمران:121].

وعفا عما بدر منهم، قال تعالى:}وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ{ [آل عمران:152]

ولما انتهى النبي e من أحد خشي أن يرجع المشركون الذين لم يستفيدوا شيئاً من غزوة أحد.

غزوة أحد انهزم فيه المسلمون بنص القرآن، لكن لم ينتصر المشركون ، لا المتاع أخذوا، ولا الجند أسروا، ولا المدينة دخلوا ، ولا النبي e قتلوا، ولا الدين هدموا .

ما يهمنا أنّ النبي eقرَّر أن يقوم بمطاردتهم صبيحة يومِ أحد، فانتدب من خرج معه ولم يأذن لمن لم يشهد معه أحد، استأذنه ابن سلول فرفض، واستأذنه جابر وقال :" إني لا أحب أن لا تشهد مشهداً إلا كنت معك، وإنما خلفني أبي على بناتي فأذن لي أن اسر معك" فأذن له .

فنزلت فيهم هذه الآيات :}الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ * الذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ{ [آل عمران 172-174].

النعمة : سلموا من القتال، والفضل: اشترى المسلمون في الطريق عيراً مرت بهم فربحوا .

وقال مسروق : سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ ([9]) عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ قَالَ أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلَاعَةً فَقَالَ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا قَالُوا أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا ([10]).

وفي الصحيحين كان فيما يُقرأ من القرآن –في شأن شهداء أحد- : أن بلغوا قومنا أن لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا.

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعنا وإياكم بما فيه من آيات وذكر حكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه غفور رحيم .

 

الخطبة الثانية :

أما بعد؛

ومنهم :

5/ من بايع تحت الشجرة  :

قال الله تعالى :}هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً{ [الفتح 4] .

وقال الله :}إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً{ [الفتح 10] .

والأجر العظيم الجنة كما قال المفسرون .

وقال :}لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً *وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{ [الفتح 18-19] .

وعَنْ أَنَسٍ tقَالَ: نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ e : }لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ{مَرْجِعَنَا مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ e :«لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ» ثُمَّ قَرَأَهَا عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ e، فَقَالُوا:  هَنِيئًا مَرِيئًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ مَاذَا يَفْعَلُ بِكَ فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا ؟ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ: }لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا{([11]) .

وقال :}إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا{ [الفتح 26] .

وقال جابر بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ eيَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ :«أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ»، وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ ([12]) .

وقالت أُمُّ مُبَشِّرٍ إنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ eيَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ –رضي الله عنهما- :« لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» ([13]) .

" وإنما قال: «إن شاء الله»؛ للتبرك لا للشك" ([14]) ، بدليل هذا الحديث :

عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ eيَشْكُو حَاطِبًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :«كَذَبْتَ ، لَا يَدْخُلُهَا؛ فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ» ([15]) .

إنّ الصحابة أيها المؤمنون كوكبة سطعت في سماء الإنسانية تعجز النساء أن يأتين بمثلهم .

هؤلاء أصحاب محمدe ، كانوا أبرّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها فكراً ، وأقلها تكلفاً، فاعرفوا لهم حقهم، واحفظوا فضلهم، وأعملوا فيهم وصية ربكم ونبيكم e .

اللهم بحبنا لأبي بكر، وبحبنا لعمر، وبحبنا لعثمان، وبحبنا لعلي، وبحبنا لجميع أصحاب نبيك eاحشرنا معهم ...

 



[1]/ مسلم .

[2]/ منهاج السنة النبوية (1/154-155)، وانظر: شرح الطحاوية (ص 530).

[3]/ البخاري ومسلم .

[4]/ البخاري.

[5]/ هو الذي لا يعلم راميه، أو لا يعرف من أين أتى، أو جاء دون قصد راميه .

[6]/ البخاري .

[7]/ البداية والنهاية (3/361).

[8]/ مسلم .

[9]/ ابن مسعود t .

[10]/ مسلم .

[11]/ أحمد والترمذي وصححه الألباني .

[12]/ البخاري ومسلم .

[13]/ مسلم .

[14]/ شرح النووي لصحيح مسلم (16/85).

[15]/ مسلم .

Publicité
Publicité
11 juillet 2011

قالوا السعادة في الغنى

قالوا السعـــــــــــادة في الغنى  فأخو الثراء هو الســــــــــعيد
الأصف
ـــــر الرنــــــــــــــــان في  كفيه يــــــــــــــــلوي كل جيد
فإذا أراد فكــــــــــــل ما  فـــــي هـــــــــــــــــذه الدنيا يــــــــريد
و إذا تمنــــــــــــى الشيء جاء كــــــــــما تمنـــــــى  أو يــــزيد
قلــــــــــــت: الغنى في النفس و هو لعمـــرك العيش الــــــرغيد
كـــم عائــــــــــل راض، و كم  مثـــــر علـــــــــــى بـــــؤس قعيد

Publicité
Publicité
Ansari_shaker
  • قالوا السعـــــــــــادة في الغنى فأخو الثراء هو الســــــــــعيد الأصفـــــر الرنــــــــــــــــان في كفيه يــــــــــــــــلوي كل جيد فإذا أراد فكــــــــــــل ما فـــــي هـــــــــــــــــذه الدنيا يــــــــريد و إذا تمنــــــــــــى الشيء جاء كـ
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Publicité